الاثنين، 6 يوليو 2015

الـزُهـد

قًصّةِ زُُهدِ.....
ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺑﻦ ﻳﻮﺳﻒ ﺍﻥ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﺒﻴﺮ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ
ﻓﺎﻣﺮ ﺑﺎﺣﻀﺎﺭﻩ
ﻓﺠﺎﺀ ( ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ) ( ﻟﻠﺤﺠﺎﺝ ) ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ :
ﺃﻧﺖ ﺷﻘﻲ ﺑﻦ ﻛﺴﻴﺮ ؟ ...! ( ﺑﻌﻜﺲ ﺍﺳﻤﻪ )
ﻓﺮﺩ ﺳﻌﻴﺪ : ﺃﻣﻲ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﺈﺳﻤﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﺳﻤﺘﻨﻲ .
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻏﺎﺿﺒﺎً : " ﺷﻘﻴﺖ ﻭﺷﻘﻴَﺖ ﺃﻣﻚ !! "
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : " ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺸﻘﻰ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻨﺎﺭ " ، ﻓﻬﻞ
ﺃﻃﻠﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻐﻴﺐ ؟
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : " ﻷُﺑَﺪِﻟَﻨَّﻚ ﺑِﺪُﻧﻴﺎﻙ ﻧﺎﺭﺍً ﺗﻠَﻈّﻰ ! "
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺑﻴﺪﻙ ﻻﺗﺨﺬﺗﻚ ﺇﻟﻬﺎً
ﻳُﻌﺒَﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻠﻪ .
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻓﻲّ ؟
ﻗﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻇﺎﻟﻢ ﺗﻠﻘﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺪﻣﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻗﺘﻠﺔ ﻳﺎﺳﻌﻴﺪ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﺑﻞ ﺃﺧﺘﺮ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﺃﻧﺖ ! ، ﻓﻤﺎ ﻗﺘﻠﺘﻨﻲ ﺑﻘﺘﻠﺔ
ﺇﻻﻗﺘﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ !
ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻷﻗﺘﻠﻨﻚ ﻗﺘﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺘﻠﺘﻬﺎ ﺃﺣﺪﺍً ﻗﺒﻠﻚ، ﻭﻟﻦ
ﺃﻗﺘﻠﻬﺎ ﻷﺣﺪ ﺑﻌﺪﻙ
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﺇﺫﺍً ﺗُﻔﺴِﺪ ﻋﻠﻲّ ﺩُﻧﻴﺎﻱ، ﻭﺃُﻓﺴِﺪُ ﻋﻠﻴﻚ ﺁﺧﺮﺗﻚ
.
ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﺛﺒﺎﺗﻪ ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺑﺎﻟﺤﺮﺱ : ﺟﺮﻭﻩ
ﻭﺍﻗﺘﻠﻮﻩ !!
ﻓﻀﺤﻚ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻣﻀﻰ ﻣﻊ ﻗﺎﺗﻠﻪ
ﻓﻨﺎﺩﺍﻩ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻣﻐﺘﺎﻇﺎً : ﻣﺎﻟﺬﻱ ﻳﻀﺤﻜﻚ ؟
ﻳﻘﻮﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﺃﺿﺤﻚ ﻣﻦ ﺟﺮﺃﺗﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺣﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻚ !!
ﻓﺎﺷﺘﺪ ﻏﻴﻆ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻏﻀﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻧﺎﺩﻯ ﺑﺎﻟﺤﺮﺍﺱ :
ﺍﺫﺑﺤﻮﻩ !!
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : ﻭﺟِّﻬﻮﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺒﻠﻪ ، ﺛﻢ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺍﻟﺴﻴﻒ
ﻋﻠﻰ ﺭﻗﺒﺘﻪ ، ﻓﻘﺎﻝ : " ﻭﺟﻬﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻠﺬﻱ ﻓﻄﺮ ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺣﻨﻴﻔﺎً ﻣﺴﻠﻤﺎً ﻭﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻛﻴﻦ ".
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻏﻴّﺮﻭﺍ ﻭﺟﻬﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﻪ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : " ﻭﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﺄﻳﻨﻤﺎ ﺗُﻮﻟّﻮﺍ ﻓﺜﻢّ
ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ".
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﻛُﺒّﻮﻩ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻪ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : " ﻣﻨﻬﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎﻛﻢ ﻭﻓــﻴﻬﺎ ﻧﻌﻴﺪﻛﻢ ﻭﻣﻨﻬﺎ
ﻧﺨﺮﺟﻜﻢ ﺗﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ".
ﻓﻨﺎﺩﻯ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ : ﺃﺫﺑﺤﻮﻩ ! ﻣﺎﺃﺳﺮﻉ ﻟﺴﺎﻧﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺎﺳﻌﻴﺪ
ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ !
ﻓﻘﺎﻝ ﺳﻌﻴﺪ : " ﺃﺷﻬﺪ ﺃﻥ ﻻ ﺇﻟﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ " . ﺧﺬﻫﺎ ﻣﻨﻲ ﻳﺎ ﺣﺠﺎﺝ ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﺎﻙ ﺑﻬﺎ ﻳﻮﻡ
ﺍﻟﻘﻴﺎﻣـﻪ !!
ﺛﻢ ﺩﻋﺎ ﻗﺎﺋﻼً : " ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻﺗﺴﻠﻄﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺑﻌﺪﻱ " .
ﻭﻗُﺘﻞ ﺳﻌﻴﺪ ....
ﻭﺍﻟﻌﺠﻴﺐ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻳﺼﺮﺥ ﻛﻞ ﻟﻴﻠﻪ :
ﻣﺎﻟﻲ ﻭﻟﺴﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ، ﻛﻠﻤﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺃﺧﺬ ﺑﺮﺟﻠﻲ !
ﻭﺑﻌﺪ 15 ﻳﻮﻣﺎً ﻓﻘﻂ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻭﻟﻢ ﻳُﺴﻠﻂ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ
ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﻌﻴﺪ ...
ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ !
ﺃﻳﻦ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺛﺒﺎﺗﻚ ﻭﻗﻮﺓ ﺣﺠﺘﻚ !
ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺇﻳﻤﺎﻧﻚ ،
" ﺍﻟﻠﻬﻢ ﻻﺗﺠﻌﻞ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻛﺒـــﺮ ﻫﻤﻨﺎ ﻭﻻ ﻣﺒـــﻠﻎ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻭﻻ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻨـﺎﺭ ﻣﺼﻴﺮﻧﺎ ْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق