الخميس، 25 يونيو 2015

حـدد المشكـلـة

كل يوم تمضي الحافلة في مسارها المعتاد, وذات يوم صعد اليه رجل يقارب المترين طولا، مفتول العضلات، عريض المنكبين، ذونظرة حادة، تعلو قسمات وجهه الغلظه، رمق السائق بنظر حاده ثم صاح مزمجرا مثل ملك الغابة (جون الضخم لايدفع تذاكر) ، ثم جلس على مقعد خال والسائق قد ارتعدت فصائده وتصبب عرقا ورضي بالامر الواقع لانه لا طاقة له بمجابهة هذا العملاق الذي يبدو في صورة مصارع متمرس.

في اليوم التالي تكرر المشهد ولم يستطع السائق ان يتفوه ببنت شفه.. وركب جون بدون ان يدفع تذاكر، وتكرر ذلك المشهد لعدة ايام، مما جعل السائق يصاب باكتئاب شديد وعدم القدرة على النوم، فهو لم يعد يقدر ان يتحمل المزيد.

قرر السائق ان يلتحق باحد مراكز اللياقة البدنية، وكان له ما أراد .. وبعد شهرين من التمارين المرهقة والوجبات الغذائية الخاصه، لم يعد السائق ذلك الرجل النحيل، بل اصبح نتوء العضلات في كافة انحاء جسمه ما يميزه عن وضعه السابق، فتسلل الى نفسه شعور الرضى بما وصل اليه .

وفي يوم من الايام استجمع شجاعته تعززها العضلات الناشئة الجديده، وقرر ان يجابه جون ويضع حدا لهذه المهزله.. سار على الخط المعتاد للحافله وهو يترقب ان يصل الى المنطقة التي يركب منها عادة هذا ال..جون.. 

ها هو جون يقف على الرصيف، فاوقف السائق الباص وصعد اليه جون بنفس تلك الملامح وتلك النظرات التي كادت ان تنهار معها شجاعة السائق حينما تواجهت النظرات لثاني مرة منذ مدة .. ولكن السائق استجمع قواه وسار بالباص قليللا .. ثم صاح جون وقال ( جون الضخم لن يدفع تذاكر ) فاوقف السائق الحافلة على الفور ولسان حاله يقول ( يا روح ما بعدك روح ) ونهض من على مقعده وصاح عاليا ( ولم لا ) ..

فاجاب جون باندهاش لان جون الضخم لديه اشتراك مجاني لركوب الحافله !!!


( الحكمـة ) 

قبل الشروع في حل أي مشكله .. تأكد من وجودها أصلاً.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق